إن أعظم احساس عند الرجل, ان تحبه امرأة!! عندئذ يشعر بفيض غامر من الحنان.. من المدهش انه يفجر فيه كل ملكات الإبداع!! فسوف يتميز في وظيفته.. وفي حرفته.. وفي مهنته.. وسوف يتميز في مظهره وفي سلوكه وتصرفاته.. وسوف يتميز في أفكاره ومبادئه, وسوف يصبح أسيرا لإشعاعات تبعث الدفء في الروح والقلب.. كما يصبح اثيرا لديها مقدما ومفضلا ««علي»» الناس!! إن حب المرأة كبير وعظيم وهائل.. لذلك فإن صدمتها تكون عنيفة.. وعذابها يكون مروعا, عندما تستشعر خيانة من تحب!! إن الخيانة تسحق المرأة ولا تسحق الرجل.. ذلك ان الرجل لديه احساس دائم بقدرته ««علي(الاستبدال)»» و(الإحلال).. في حين أن المرأة يعسر ««عليها»» ذلك!! فهي ذائبة كلها في كيانه.. وهي تتنفسه.. وترتوي به.. وحده ودون غيره!! مصدرها الوحيد للسعادة, هو.. ومنبع الحنان عندها.. هو!!.. وأمنية العمر.. هو!! وسيد الرجل هو..!! ربما تجثو ««علي»» ركبتيها في ضراعة تستجلب رضاه!! وقد تتفجر في مآقيها دموع هوان.. ودموع استرحام.. ودموع يأس وإحباط!! إن الحب عند المرأة ««علي»» وجه اليقين هو(الحياة).. والمدهش ان المرأة تشبه الحياة في كل صورها وأطوارها!! ان(الوردة) اذا لم تجد من يشمها.. تطوي اوراقها وتطأطئ الرأس بالذبول والحسرة والانكسار!! لكن المرأة هي وردة الورود.. وزهرة الزهور.. خلقت لتجميل الدنيا.. والحياة بأسرها!! وهي بسيطة مثل بساطة الوردة.. جميلة مثل جمالها.. فواحة بالعطر, تثير النشوة في الدنيا!! من يرقص.. ومن يغني..! ؟ من يلبس الملابس البيضاء وطرحة الفرح كالملائكة.. من يتكلم بصوت الموسيقي وهمس النسيم!! من يماثل الحرير ملمسا.. والشجن دمعة.. والبحيرات نظرة.. وعيونا!! من تذيب لمسته الجسد.. فتنتفض الروح ويرتعد القلب!!
إن المرأة لا تحب.. بل هي الحب ذاته!! واذا كنا نعرف أن الحب وهج يبعث الدف في القلب والروح والجسد.. فإن المرأة كذلك!! واذا كنا ندرك ان الحب شوق واصطبار ومكابدة.. فإن المرأة كذلك!! ان المرأة حب مجسد.. يسعي ««علي»» قدميه.. ويخطر مثل النسيم..!! والرجل وراءها دائما.. وهي تخاف منه وتخشاه.. وتدرك طبيعة(الافتراس) فيه!!.. والمرأة تبكي كثيرا.. وطويلا.. دموعها اكثر غزارة من الرجل.. لا لأنها مخلوق ضعيف كما يروق(للخناشير) اصحاب العيون المجففة ان يروجوا لكن لأن دموعها ابخرة لدف القلب ولهب الأشواق ووهج الحب!! ان مشاعر المرأة بركان يصطلي به قلبها وجسدها.. وحين تهب ««عليها»» رياح المواقف(الباردة) للرجل(الصقيعي).. فإن وهج النيران تيكثف بين جفونها فتهطل دمعا والما وعذابا!!
ان الرجل حين يحب.. فهو لايدري ماذا يفعل!! هل يتزوج من يحبها.. ام يكتفي بممارسات الحب!! ان هذا التساؤل(ينطرح) دائما امام الرجل.. فممارسات الحب ممتعة.. وغير مكلفة!! لكن للزواج أعباء.. وتكاليف.. ومسئوليات هو يفكر دائما.. أيهما يختار!! واذا كان يحب حبا حقيقيا فهو لا يستطيع أن يختار!! ربما تقوده قدماه الي الزواج.. وربما تقوده قدماه إلي اختلاس جزء من أجزاء الزواج.. لأنه الأسهل.. والأمتع.. والأيسر.. وربما يكون هو الجزء الوحيد, موضع الاتفاق بين الطرفين, اذا وضحت النذر وأشهر الفشل أسلحته!!
إن الرجل بطبعه, يمتعه أكثر, ان يحب ولا يتزوج.. عقلية الصياد تسيطر ««عليه..»» وصورة الفريسة تتراءي امامه!! نحن نسمع في كل الدنيا عن رجال يختطفون نساء, لكننا لم نسمع ابدا عن نساء يختطفن رجالا, حتي في أشد المجتمعات حرية, أو انحلالا!! المرأة هي الفريسة دائما.. هي المطلوبة.. وهي المرغوبة المرعوبة في الطريق خوفا من مغتصب وفي البيت خوفا من عريس مصنوع!!.. لذلك فإن الحب عند المرأة, شئ له قدسية هائلة.. يكفي انه يشعرها بأنها(موضع تقدير) من وحش, حوله الحب الي(إنسان)!! يكفي انها تجد في الحب من يحترم كيانها.. ومن يحترم انوثتها.. ومن يدرك معاني الحنان لديها.. إن اعظم ما يشعر به الرجل حين يحب.. ان تحبه الحبيبة!! هنالك تتغير وجه الدنيا بأسرها!! اننا ـ هنا ـ نشعر بنشوة دائمة.. يصحبنا الانتشاء في كل لحظة.. نبتسم دائما, لأننا سعداء.. نكتب كلاما دافئا لأن في القلب وهجا لنيران.. يتحول مذاق الدموع الي مذاق الشهد.. منمسك بيديها حين يلتفيان.. يصرخ القلب.. يا إلهي.. ماذا أودعت فيها..!! القلب يضطرب والجسد يرتجف ودموع الفرح تتوالي فوق وجنات خضبتها دموع متعطرة!! ثم يصرخ القلب ايضا.. يا إلهي..!! يا أيها الأعظم.. ما الذي حول الحبيبة الي كتلة من نور, والي زجاجة عطر, والي زهر يفوح بعبق مذهل!! يا إلهي لماذا يعتريني شعور بالتلامس واحساس بالذوبان.. الي اي سر فيها!! كل البنات والسيدات وهي ايضا.. خلقين من مادة واحدة.. ما الذي اضيف اليها بالذات!! مس كهربي خافت ««علي»» ملمس اليدين, ««وعلي»» شغاف القلبين!! مس كهربي خافت صاخب بالدفء ««علي»» ملامس الشفتين وثمة قلبان يقتربان في صدرين يلتحمان وذراعين تتعانقان.. ولحظات مذهلة من التلاشي والذوبان!! كيف!؟ كيف يحدث هذا ولماذا!؟.
إن المرأة حين تحب.. تصبح شحنة كهربية في جسد.. يذيب الآخر في ارتعاد وارتعاش, بين نار تشتعل.. ونور يتوهج!!